الاستجابة لطلب المغرب بفتح الحدود والتقارب؟ طبعا لا، لأن المغرب "يطبع"مع إسرائيل !
الاستجابة لدعوة الملك من أجل زيارة المغرب؟ هذا غير معقول.. لأن مشكل الصحراء قائم !
لكن، بالمقابل، استقبال إيمانويل ماكرون، الذي تدعم دولته إسرائيل سرا وعلانية، ودون أي مواربة، وبالقبل؟ لا مشكلة في ذلك.
التعبير عن السعادة الغامرة بأخذه بالحضن بكل قوة رغم أن دولته احتلت الجزائر ولا زالت عشرات الأمور العالقة بهذا الخصوص؟ أيضا ليس بالأمر الجلَل.
هي واحدة أو اثنتان من تناقضات القيادة الجزائرية التي لا تنتهي، فهم لا يقيمون علاقة مع المغرب بسبب تطبيعه مع إسرائيل، لكن لا مانع من "احتضان" فرنسا التي تدافع عن إسرائيل ليلَ نهار.
طبعا، لو كانت القيادة الجزائرية منصفة، ولو قليلا، فسيبدو لها أن المغرب هو الوحيد الذي ظل متوازنا في دعمه للقضية الفلسطينية، واستثمر علاقته الطيبة مع الطرفين لحلّ أكثر من مشكل عالق، وهو الأمر الذي لا تقوم به فرنسا نهائيا.
وما تقوله الجزائر عن علاقة المغرب وإسرائيل لا يقوله حتى الفلسطينيون أنفسهم بمختلف تياراتهم، ويقرون بشبه إجماع أن المغرب كان ولا زال من أكبر الداعمين للقضية.
تاريخيا، لا زال صدى جرائم فرنسا يتردد في أرض الجزائر، لكن لا مشكلة أبدا للعسكر في ذلك، المهم في كل هذا هو تسويق الأزمات الداخلية نحو الخارج.. نحو المغرب بالضبط.
حتى حق الجار، الذي يعتبر أمرا راسخا في الدين، لا يبدو أنه يراعى إطلاقا من طرف القيادة الجزائرية التي تدافع عن فلسطين باسم الدين طبعا.
لقد شاهد الجميع الحضن القوي الذي تبادله الرئيس الجزائري تبون مع إيمانويل ماكرون، المطبع قلبا وقالبا مع إسرائيل، كما شاهدوا كيف عاملت الجزائر إعلاميي المغرب لمجرد أنهم حضروا لتغطية قمة "لم الشمل" العربية.
ومن لديه عينان لا يحتاج للمزيد من الكلام !
فلماذا إذن "حلال" فرنسا، "حرام" على المغرب؟
أي ثمن باهظ قد يكون وراء احتضان ذاك ورفض قرب هذا؟
الجواب في قصر المرداية ولا شك.